بعباءة عربية وذراع مرفوع إلى الأعلى حاملا كأس العالم، اختتم اللاعب، ليونيل ميسي، بطل منتخب الارجنتين مشوارا طويلا من المباريات بفوز مثير على حاملة اللقب فرنسا، في مباراة امتدت بعد الوقت الأصلي والإضافي إلى ضربات الجزاء.
وحمل ميسي الكأس الأولى له والثالثة للأرجنتينيين بعد عام 1978 وثانية عام 1986.
واستمر التنظيم المبهر الذي دام طوال البطولة إلى حفل الاختتام، والذي شارك بتوزيع الجوائز فيه رئيس FIFA جياني انفاتينو، وأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي شاهد اللعبة لتشجيع فريقه.
وأضاءت الألعاب النارية سماء الدوحة منطلقة من ملعب لوسيل، أكبر ملاعب قطر حيث أقيمت المباراة النهائية بحضور عشرات آلاف المشجعين.
وصعد اللاعبون إلى منصة بشكل شعار المونديال لاستلام جوائزهم.
وفاز ميسي بجائزة أفضل لاعبي المباراة، بينما حمل مهاجم المنتخب الفرنسي، كيليان إمبابي، جائزة هداف البطولة، بعد تسجيله هاترك في مباراة كأس العالم النهائية من هجمة رائعة وضربتي جزاء.
لقطات من باريس وبوينس آيرس
وبينما شهدت العاصمة الفرنسية أعمال شغب اضطرت الشرطة إلى التدخل لتهدئة المشجعين الحزينين بسبب الخسارة، وأحيانا مواجهتهم، كان الوضع مختلفا في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس.
وحمل عشرات الآلاف من المشجعين في العاصمة أعلام بلادهم وصور اللاعبين وهم يتابعون طوال ساعتين تقريبا مباراة مرهقة، صعدت فيها آمالهم وهبطت عدة مرات مع تغير النتيجة المتكرر بين الفريقين.
وامتد الاحتفال إلى عدة عواصم عربية وأجنبية أخرى حيث تجمع مشجعو الأرجنتين للرقص فرحا بالفوز
مباراة مجنونة
افتتح الارجنتينيون التسجيل بهدف من ضربة جزاء نفذها ليونيل ميسي في الدقيقة 23، منحته – مؤقتا – لقب هداف البطولة، لحقها هدف رائع لأنخيل دي ماريا في الدقيقة 36 لينهي الأرجنتينيون الشوط الأول بتفوق كبير.
لكن الشوط الثاني غير كل شيء، بعد ضربة جزاء سجلها، كيليان إمبابي، في الدقيقة 80، وهدف من هجمة مباغتة للاعب نفسه بعد دقيقة من الهدف الأول، ليعادل الفرنسيون النتيجة حتى الدقيقة 108، في الشوط الإضافي الثاني حينما تمكن مهاجمو الارجنتين من تنفيذ هجمة جراحية دقيقة أنهاها ميسي داخل شباك الفرنسيين.
بعدها سجل امبابي من ضربة جزاء في الدقيقة 118، وكاد الفرنسيون يفوزون بهجمة قاتلة سددها الفرنسي البديل كولو مواني لتنتهي المباراة بضربات الترجيح.
وصد حارس الأرجنتين المتألق ايماليانو مارتينيز ضربة جزاء فرنسية فيما ضيع الفرنسيون ركلة أخرى.
عباءة للنجم ميسي
وفي لفتة تكريم للنجم العالمي، قدم أمير قطر، تميم بن حمد، عباءة (بشت) فاخرة الصنع للاعب الأرجنتين، ليونيل ميسي، ليرتديها قبل حمله الكأس، وفعلا ارتدى ميسي العباءة العربية، قبل أن يرفع الكأس ويذهب إلى الاحتفال بها مع فريقه، لتظهر العباءة العربية في صور تاريخية لميسي وهو يفوز بكأس العالم أول مرة، في رمز لتنظيم مبهر تمكنت قطر من إظهاره والمحافظة عليه طوال البطولة التي لم تشهد أعمال شغب أو مخالفات.
وفورا أطلق المتابعون العرب وبعض الأجانب كذلك لقب “الشيخ” على النجم الأرجنتيني.
لقطات مثيرة
ظهر نجم الأرجنتين ميسي وهو يعانق والدته، ثم زوجته وأطفاله بعد فوزه الأول بالكأس، في مشاركته التي قد تكون الأخيرة بكأس العالم.
وطوال مسيرته، حقق ليونيل ميسي كل ألقاب الكرة الكبرى لكن كأس العالم بقي مراوغا الأرجنتينيين منذ فوزهم الأخير به عام 1986 بقيادة دييغو مارادونا، الأسطورة الأرجنتيني الذي رحل العام الماضي.
وظهرت صور دييغو في المدرجات إلى جانب صور ليونيل ميسي وعلم الأرجنتين.
في المقابل بدا، كيليان إمبابي، اللاعب الذي أبقى بوينس آيرس على أطراف أصابعها طوال المباراة حزينا بعد نهاية المباراة بعد تقديمه لجهد خارق، وتسجيله 3 أهداف في مباراة كأس العالم، وهو انجاز لم يحصل من قبل سوى السير كيوف هورست، لاعب المنتخب الإنجليزي في المباراة التي فازت بها إنجلترا على ألمانيا الغربية بـ4 أهداف مقابل هدفين عام 1966.
وظهر الرئيس الفرنسي واجما بعد نهاية المباراة، بعد تصويره محتفلا خلال أهداف فرنسا الثلاثة، وقام بمعانقة لاعبي فريق بلاده في لفتة مواساة.
والتقى منتخبا الأرجنتين وفرنسا ثلاث مرات من قبل في بطولات كأس العالم. وفازت الأرجنتين في مباراتين في تصفيات المجموعات في عامي 1930 و 1978، لكن فرنسا انتصرت في مواجهتها الوحيدة في دور خروج المغلوب، وفازت 4-3 في دور الستة عشر في 2018.